2.5.09

الحلم الضائع
فى صباح احد الايام ,اشرقت الشمس باشاعتها الساطعه على احد الحارات المصريه البسيطه , واذا بالحياه تدب فى هذه الحاره البسيطه , واهل هذه الحاره يتنقلون فيها كما يفعلون دوما , وفتحت المقاهى وما هى الا دقائق معدوده واذ بها تمتلىء بالزبائن , فكان كل شىء يوحى بنهار معتاد رتيب لا جديد فيه .وفى احد العمارات البسيطه القديمه اذا بنافذة ذلك الشاب تفتح , واذا به ينظر الى النافذه المقابله له , وعلى وجهه ابتسامه مشوبه بالامل , واستمر بالنظر لدقائق كثيره كانت تمر عليه بطيئه بلا رحمه او شفقه منها , وفجاه ( وكانه هبط الى ارض الواقع ) اذا بالبسمه تختفى من على وجهه لتتبدل بدمعه تسيل من عينيه على وجنتيه متذكرا ما حدث , وانه لاسبيل لتلك النافذه ان تفتح يوما مره اخرى , ولا سبيل بان يخرج اليه ذلك الوجه الحنون ويبتسم له ابتسامته الرقيقه الخجوله المعتادها التى كانت تملا قلبه سرورا وفرحا , كانت تلك البسمه هى الدافع له فى حياته , وكانت امله فى كل شىء ولكن ......لا امل لان تخرج له مره اخرى.برغم كل ماكان يمتلكه من حب لها , ورغم ما كان فى قلبه من احاسيس ومشاعر لتلك الفتاه الجميله قست عليه الايام –كما تفعل دوما- كانت كل شىء فى حياته , اقسم على نفسه الا يكون لغيرها و الا يقضى حياته مع احد غيرها , كان مستعدا لفعل اى شىء يسعدها كان يعمل ليلا نهارا كى يكون قادرا على الذهاب الى بيتها ومقابله والديها ليقول لهم كام كان يحبها وكم كان سعيدا فقط بوجودها بحياته , وانه لايرغب بشىء فى الدنيا الا ان يكون معها للابد .................ولكن النصيب القاسى هجم عليه كالوحش الضارى مدمرا كل تلك الاحلام والامانى ممزقا اياها بوحشيه كان يرى وجهها امامه كل يوم , يدفعه للامام , كانت معنى السعاده له , ولكن لماذا تخلت عنه ؟؟؟؟ لماذا تركته؟؟؟؟؟ لماذا قست عليه ؟؟؟ماذا فعل لها ؟؟؟ هل هذا هو جزاء حبه لها ؟؟؟؟؟ ولكن لاسبيل للرد , لم تكن موجوده معه لترد , لقد ذهبت , لقد اختفت من حياته كالسراب , وتركته ضائعا فى صحراء بلا زاد او ماء , تركته بلا هدف , بلا طموح , بلا قلب ......فقد اخذته معها.............اخذت قلبه معها وتركت له الذكريات الجميله المشوهه بدموع الحزن التى لا تفارق عينه , ذلك الوجه الحنون الذى لم يقدم له يوما سوى الابتسام والابتسام فقط , ولكنه كان راضيا بذلك , بل وظن نفسه اسعد انسان على وجه الارض بل واكثرهم حظا بها , وكانت تلك الايام هى الاسعد فى حياته , والان لا يطلب سوى رؤيتها فقط رؤيتها.فاخد يدعى ربه, يا رب ارنى ايها ,يا رب لقد صارت حياتى فارغه بدونها , يا رب اجمعنى بها ه لاثانيه فانت اعلم بما فى قلبى وانى اتمنى لان تحقق لى ذلك الحلم الضائع وتحييه لى مره اخرى.ووسط كل هذه الذكريات والدموع , اخد الشاب يرتدى ملابسه حتى يهب لعمله الروتينى الذى اصبح بلا معنى فهو جسد بلا روح, ولما انتهى من ملابسه , ذهب لامه ليقبل يدها –كما يفعل دوما- فوجدها تبكى , فسالها لماذا؟؟؟ قالت له لاتذهب اليوم انى قلقه عليك , وانى لاخاف ان تضيع منى , ابق اليوم , لا اعلم لماذا انا قلقه وارجوك لا تنزل اليوم , فابتسم لها وطمانها وقال لها انه يتوكل على الله, ولكنه نظر لعينيها فاحس باحساس غريب لم يعرفه يوما ولم يفهمه ولكنه نزل.وفى طريقه للعمل تذكر عندما كان يراقب حبيبته عندما كانت تعبر ذلك الشارع , وكيف كان يراقبها من بعيد ليطمئن عليها , وفجاه سالت دمعه من عينيه لتذكره ما حدث فى ذلك الشارع وفجأهسقط ذلك الشاب على ظهره والدم يسيل من حوله والالم الذى لايمكن لاحد ان يطيقه يملا جسده كله , واذا بالناس تلتف حوله , فاذا بالالم ينسحب من جسده واذا به يبتسم ابتسامه مشرقه وكانه تذكر شيئا , وقال فى فرحه لك الحمد يا رب جمعتنى بحبيبتى مره اخرى......ونظر للسائق الذى صدمه بسيارته وقال له انى اسامحك , فهكذا فعلت حبيبتى يوم ما صدمها ذلك الرجل , ثم نظر للسماء ورأها تنظر اليه بابتسامتها التى اشتاق لها , وفى تلك اللحظه فارقت الحياه جسد ذلك الشاب ليجتمع مع حبيته فى عالم غير العالم الذى ذاق فيها الشاب كل معانى الحب والحزن .

No comments: